Facebook
Twitter
Whatsapp
Youtube
Instagram
TikTok

إيران: قاربنا أسس المفاوضات لكن الاتفاق لن يكون سهلًا

قناة السعيدة

أكدت طهران أنها قاربت مع واشنطن أسس المفاوضات حول اتفاق نووي، بعد محادثات نادرة في عُمان، مضيفة أن أمريكا تريد اتفاقًا "بأقرب وقت"، لكنها شددت على أن ذلك "لن يكون سهلًا". واعتبر ترامب أن المحادثات "تسير على ما يرام".قالت إيران إنّ الولايات المتحدة تريد اتفاقًا نوويًا "بأقرب وقت ممكن"، بعد مباحثات نادرة السبت في العاصمة العُمانية مسقط، فيما يهدد الرئيس الأمريكي بعمل عسكري في حال باءت بالفشل جهود التوصل إلى صفقة جديدة. وقاد الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وهو دبلوماسي متمرس وأحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني في 2015، فيما قاد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف، وهو قطب عقارات، وفد واشنطن. وقد التقى الرجلان وجهًا لوجه لوقت وجيز. وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني إن الجانب الأمريكي أشار إلى أنه يرغب بالتوصل إلى اتفاق "في أقرب وقت ممكن، لكن ذلك لن يكون سهلًا وسيتطلب استعدادًا من الجانبين". وتابع "في الاجتماع (اليوم) أعتقد أننا قاربنا بشكل كبير أسس المفاوضات... لا نريد نحن ولا الطرف الآخر مفاوضات عقيمة، ومناقشات من أجل المناقشات، وإضاعة للوقت ومفاوضات تستمر إلى ما لا نهاية"، مضيفًا أن اجتماعًا جديدًا سيعقد "السبت المقبل" بهدف التوصل إلى اتفاق "بأسرع وقت". وعندما سُئل عن المحادثات، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "أعتقد أنها تسير على ما يرام. لا شيء يهم حتى يتم إنجازه". ووصف البيت الأبيض المحادثات بأنها "خطوة للأمام". وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان "كان التواصل المباشر مع المبعوث الخاص (ستيف) ويتكوف اليوم خطوة للأمام في تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين"، مضيفة أن الجانبين اتفقا على "الاجتماع مجددًا السبت المقبل". محادثات غير مباشرة باستثناء "بضع دقائق" وأفادت إيران بأنّ وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي توسط في المحادثات الرفيعة المستوى في مسقط. وكان الأمريكيون دعوا إلى أن تكون الاجتماعات مباشرة وجهًا لوجه. ورغم ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضين تحدثوا أيضًا بشكل مباشر "بضع دقائق". وأضافت أن المحادثات عُقدت "في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل". وقال وزير الخارجية العماني إن المناقشات جرت في "جو ودي"، مشيرًا إلى أن الهدف منها يكمن في إبرام "اتفاق عادل وملزم". وأضاف "سنواصل العمل سويًا". وهذه المحادثات هي الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ أن انسحب ترامب خلال ولايته الأولى في 2018 من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى مقابل رفع العقوبات عنها. وقبيل بدء المحادثات، قال عراقجي بحسب مقطع فيديو نشره التلفزيون الرسمي إنّ بلاده تسعى لاتفاق "عادل ومشرف". وصرح بأنّ "نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف على أساس المساواة، إذا تبنى الطرف الآخر أيضًا الموقف نفسه". بدوره، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي على منصة "إكس" أنّ الطرفين كانا في "صالات منفصلة" وكانا "يرسلان وجهات نظرهما لبعضهما البعض عبر وزير الخارجية العماني". سعي لتخفيف وطأة العقوبات وتسعى إيران التي أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين لها، إلى تخفيف وطأة العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات طويلة والتي تخنق اقتصادها. ووافقت طهران على هذا الاجتماع رغم معارضتها سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة ترامب حيالها والتهديدات العسكرية المتكررة. في المقابل تسعى الولايات المتحدة ومعها حليفتها إسرائيل عدوة طهران اللدودة، إلى الحؤول دون اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي. ولم تلحظ أي تدابير أمنية إضافية حول فندق البستان الفخم الذي استضاف المباحثات، بحسب صحافيّين في فرانس برس. كما بدت العاصمة العمانية هادئة ومن دون تدابير أمنية مشددة أو رفع أعلام أمريكية أو إيرانية في الأماكن العامة. وقال ويتكوف لصحيفة وول ستريت جورنال "موقفنا اليوم" ينطلق بمطالبة إيران بتفكيك برنامجها النووي بالكامل، وهو موقف يتمسك به المتشددون في أوساط ترامب لكن لا يتوقع كثيرون أن تقبل به إيران. وأضاف "هذا لا يعني أننا على هامش ذلك لن نجد طرقًا أخرى للتوصل إلى تسوية بين البلدين"، مؤكدًا أن "الخط الأحمر بالنسبة لنا هو عدم إضفاء الطابع العسكري على القدرة النووية" الإيرانية. إعلان مفاجئ وتهديد وأعلن ترامب عن المحادثات بشكل مفاجئ قبل أيام قليلة خلال حديث أمام صحافيين في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال ترامب الجمعة لصحافيين في طائرة الرئاسة الأمريكية "اير فورس وان" قبل ساعات من بدء المحادثات "أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي". وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الجمعة، أن إيران تبحث عن اتفاق "واقعي وعادل" مع الولايات المتحدة، مضيفًا أن "اقتراحات مهمة وقابلة للتطبيق باتت جاهزة". وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشن عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية. وقال ترامب الأربعاء، ردًا على سؤال عما سيحدث إذا فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، "إذا تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا، فسيكون هناك تدخل عسكري". وردًا على تهديد ترامب، قالت إيران إنها قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما حذرت الولايات المتحدة من أنه سيكون "تصعيدًا". وكان اتفاق 2015 الذي انسحبت منه واشنطن بعد ثلاث سنوات يهدف إلى الحؤول دون امتلاك إيران السلاح الذري. وكانت المملكة المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا الأطراف الأخرى في الاتفاق الذي كان عراقجي أحد مهندسيه. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. تراجع عن الالتزامات وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجيًا. ومطلع كانون الأول/ديسمبر، أعلنت أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير أن إيران تمتلك 274,8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، معربة عن "قلق عميق". وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي. وقال كريم بيطار المحاضر بدراسات الشرق الأوسط في كلية العلوم السياسية في باريس، إن "الأولوية الوحيدة لإيران هي استمرارية النظام، واحتمال الحصول على بعض الأكسجين، بتخفيف بعض العقوبات، لاستعادة زخمها الاقتصادي مرة أخرى، لأن شعبية النظام تراجعت بشكل كبير". ورأى رئيس جمعية الصحافيين العمانية محمد العريمي أنّ المفاوضات قد تستمر "شهورًا" وقد تشمل "ربما ملفات عالقة كملفات الصواريخ الايرانية التي طورتها خلال السنوات الماضية (..) وأمن الممرات المائية". وأضاف: "أنا شخصيًا لا أعتقد أن اجتماعات اليوم في مسقط سوف تحل كل هذه الملفات. هذه الملفات تحتاج إلى فرق فنية". م.ع.ح/ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

فيديوهات قد تثير إهتمامك