Facebook
Twitter
Whatsapp
Youtube
Instagram
TikTok

اليوم العالمي للمرأة: مدربات رياضة في مواجهة معركة المساواة!

قناة السعيدة

يتزايد اهتمام النساء بتحقيق مزيد من المساواة في المجال الرياضي، وإن كان الأمر قد تحقق في بعض الرياضات، ففي غيرها مازال السعي مستمرا. الأمر ذاته ينطبق على مهمة التدريب، فهل تتغير الأوضاع نحو الأفضل قريبا؟في حين تسارعت وتيرة التغيير في بعض الرياضات لصالح النساء، ففي غيرها مازلن يدفعن ثمن عقود من نقص التمويل ومنع الفرص والتمييز على أساس الجنس، ويستغرقن وقتا الآن لتجاوزها. ويلاحظ الأمر بشكل خاص في المناصب القيادية، مثل التدريب. وفي حين تم تحقيق المساواة في أولمبياد 2024 بين الرياضيين والرياضيات، إلا أن الأمر كان مختلفا بالنسبة للمكلفين بتأطيرهم، أي المدربين والمدربات. على الرغم من أن اللجنة الأولمبية الدولية لم تصدر أي أرقام أو معلومات في هذا الصدد، إلا إن معظم التقديرات تبرز أن نسبة المدربات في باريس ظلت في نفس مستوى ألعاب طوكيو قبل ثلاث سنوات، أي 13 بالمئة. إنه أمر يتكرر في المشهد الرياضي عموما، فأكثر من ثلث المدربين في كأس العالم لكرة القدم للسيدات في عام 2023 كن نساء، لكن المدربات في الرياضات الرجالية نادرات للغاية. هيلين نكوشا هي إحدى النساء التي تمكنت من تجاوز العقبات المطلوبة لكسر هذه النمطية، وقد أصبحت المدربة الإنجليزية أول امرأة تدرب فريق كرة قدم للرجال في الدرجة الأولى الأوروبية خلال عام 2021، أي عندما تولت منصب المدير الفني لفريق Tvoroyar Boltfelag من جزر فارو. وعلى الرغم من هذا الإنجاز، فإنها تشعر أن فرصها ليست كبيرة في الحصول على فرصة عمل في المستقبل. وفي تصريح لـ DW، قالت هيلين: "أود فقط أن أحصل على فرصة لأقول: أنا مدربة كرة قدم، هذا كل شيء. ولكن لا يجب أن أشعر بأني في مواجهة غير عادلة، المنافسة لا تتسم بالمساواة". تعمل نكوشا الآن كمديرة تدريب في منظمة كرة القدم الأمريكية للشباب Rush Soccer. إنها تشعر بتحسن في تطور الفرص بالنسبة للمدربات منذ أن بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان، لكن وتيرة التغيير بالنسبة لها محبطة، وهذا ما اعترفت به حملة اليوم العالمي للمرأة لعام 2025 عبر شعارها "تسريع العمل". إن عدم الإقبال على توظيف مدربة وعدم التخلص من العادات القديمة هو إحباط تعاني منه الكثير من النساء في المجال. عادة ما تكون مناصب صنع القرار في الرياضة إجمالا من نصيب الرجال، والعديد منهم لا يفكرون في موضوع تعيين مدربة. قد يكون هذا لأسباب مختلفة منها التمييز ضد النساء، ولكن في كثير من الحالات، لا يكون ذلك أمرا مخططا له. قالت تامارا تايلور، مطورة المدربين الوطنيين لاتحاد الريغبي الإنجليزي، في مقابلة مع DW: "أتحدث دائما عن الرؤية مقابل الفرصة. بعض الناس، من أجل متابعة أي لعبة أو رياضة، يحتاجون إلى رؤية شخص يشبههم إلى حد ما. يفعل بعض الناس ذلك، سواء كانت هناك رؤية أم لا. ولكن هل سيمنحون الفرصة؟". التراجع ملحوظ أحيانا! تشير تايلور إلى دوري الدرجة الأولى للريغبي النسائي الإنجليزي الممتاز (PWR)، كدليل على كلامها. قبل ثلاث سنوات، كان للدوري سبع مدربات، والآن لا توجد ولا واحدة. وقد تؤدي الروابط الوثيقة حسبها مع أندية الرجال في بعض الأحيان، إلى اتخاذ قرارات من قِبَل أشخاص لديهم خبرة محدودة في اللعبة في صفوف النساء من نظيرهم الذكوري. وهناك أيضا تصور مفاده أن النساء لا يستطعن فهم لعبة الرجال، وهو ما يزعج تايلور. تقول المتحدثة "ستجد مدربين رجال لم يلعبوا سوى لعبة الريغبي للرجال ودرّبوا فرق الرجال، وهم سعداء للغاية بالتدريب في دوري الريغبي النسائي الممتاز، ولا يبدو أن أحدا لديه مشكلة في ذلك. لكن العكس صعب أن يتم تقبله، فمدربة لم تدرب سوى فرق نسائية، لن يتم تقبلها بسهولة كمدربة لفرق الرجال، لا يتحقق ذلك ببساطة". لقد استفادت كل من نكوشا وتايلور من البرامج التي تحاول تصحيح هذه الرؤية، وتدير نكوشا الآن دورة تدريبية مماثلة لمحاولة مساعدة الجيل القادم. تقول نكوشا: "أنا أشرف على البرنامج التدريبي، الذي يسمح لي بالقيام بشيء مماثل، لذلك أقوم بإجراء محادثات مع النساء اللاتي اعتدن على اللعب، وأقول لهن، لماذا لا تقمن بالتدريب؟". وأضافت "نريد أيضا أن نعرف الناس على حقيقة أنه ربما يتم الحكم عليك بشكل مختلف لأنك أنثى". التغيير يجب أن يبدأ من القمة ترى المدربتان أن تدخل الهيئات الرياضية الوطنية والدولية هو أحد الركائز الأساسية لتعزيز فرص النساء، مع الاعتراف أيضا بأهمية الدعم بمجرد تولي النساء مناصبهن. تايلور خريجة برنامج الأداء العالي للنساء في الرياضة (WISH) التابع للجنة الأولمبية الدولية، والذي يهدف إلى المساواة في التدريب في جميع الرياضات الأولمبية. قالت حول الموضوع "لقد أحببت فكرة التفاعل مع رياضات مختلفة، وتحقيق التضامن في بعض التحديات التي تواجهنا في جميع المجالات". وأضافت "لكنها تجعلك تدرك أيضًا أن رياضتك في بعض الأحيان ليست متأخرة جدا كما كنت تعتقد. عندما تتحدث إلى أشخاص آخرين من دول أخرى، ومن رياضات أخرى، تقول: "يا إلهي، لا أحد بخير". وتبدو كلتا المتحدثتين متفائلتين بشأن المستقبل، على الرغم من التحديات. لقد تم إحراز تقدم، حيث بدأت فرق كرة القدم في الدوريات الأوروبية الكبرى في منح الفرص للمدربات، وتتطلع اللجنة الأولمبية الدولية والهيئات الأخرى إلى إنشاء برامج عمل مثل WISH. قالت تايلور "آمل ألا تكون هناك حاجة إلى هذه البرامج يوما ما، لأن الرياضة ستصير مجرد رياضة، والمدربون سيكونون مدربين. صحيح أن الأمور تتحسن، ولكن إلى أن نتمكن من توعية صناع القرار، والأشخاص الذين يقومون بالتوظيف. وإلى أن نتمكن من دعم المدربين للحصول على تجارب متساوية أو أكثر مساواة، بغض النظر عن جنسهم، يتعين علينا مواصلة النضال". م.ب

فيديوهات قد تثير إهتمامك