Facebook
Twitter
Whatsapp
Youtube
Instagram
TikTok

مفاوضات شاقة تنتظر فريدريش ميرتس لتشكيل الحكومة

قناة السعيدة

فريدريش ميرتس خرج فائزا في الانتخابات وحصل على مهمة تشكيل الحكومة شريطة العثور على شريك. وبعد استبعاد "البديل"، تتجه الأنظار إلى الاشتراكيين. غير أن التباعد بين الحزبين في قضايا جوهرية ينذر بمفاوضات شاقة وصعبة.من المنتظر أن يدعو فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي،الاثنين (24 فبراير/ شباط 2025)، إلى محادثات تشاورية لتشكيل حكومة ائتلافية، بعدما تصدر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد بمجموع 28,6 % من الأصوات وفقا للتقديرات الأولية بانتظار إصدار النتائج الرسمية. ولا تسمح هذه النتيجة للمحافظين بالحكم بمفردهم، كما أنها بقيت تحت نسبة الـ30 % التي توقعتها استطلاعات الرأي منذ أشهر. وبعدما استبعد وبشدة أي تحالف ممكن مع حزب "البديل" من أجل ألمانيا الشعبوي، بات مؤكدا أن أول جهة ممكنة لإرسال طلب الدخول في مشاورات الائتلاف، هو الحزب الإشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط). وفي حال تمّ التحالف بين الحزبين، فإن ذلك سيمنح المستشار القادم ما مجموعه 328 مقعدا نيابيا، وهو ما يعادل 12 مقعدا نيابيا إضافيا عن المعدل المطلوب لتشكيل الحكومة. يذكر أن الاشتراكي الديمقراطي مني بخسارة قاسية، إذ حصل هذا الحزب العريق على 16,4% ، بفارق ست نقاط عن "البديل" الشعبوي الذي فاز تقريبا بجميع ولايات شرق البلاد وبات ثاني قوة سياسية في البلاد. الغالبية "تؤيد الائتلاف الكبير" وبدت هذه التطورات متطابقة مع نتائج استطلاع للرأي أجري ساعات قليلة قبيل صدور التوقعات الأولية، وقد أظهرت أن غالبية الألمان تدعم تحالفا بين حزب المحافظين، بشقيه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري، مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ووفقا للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة يوغوف للأبحاث، أيد 44% من المشاركين في الاستطلاع ما يطلق عليه إعلاميا بـ"الائتلاف الكبير"، مقابل 25% يدعمون ائتلافا ثلاثيا يشمل حزب الخضر إلى جانب الحزبين التقليديين. في حين دعم 30% ائتلافا يشمل حزب "البديل من أجل ألمانيا"، رغم استبعاد المحافظين أثناء الحملة الانتخابية مرارا أي تعاون مع هذا الحزب. الكرة في الملعب الاشتراكي وفي تصريحات صدرت بعد نتائج التقديرات الأولية مساء الأحد، ألمح كبار مسؤولي الحزب الاشتراكي، عن دعمهم لـ "التحالف الكبير"، واستعداداهم للمشاركة في السلطة. لكن هذا لا يعني أن الحزب وافق رسميا على الأمر. فلا بد من مشاورات حزبية داخلية وتزكية من قبل القاعدة الحزبية، وسط ظهور أصوات "قلقة" من تراجع "كارثي" أكبر للحزب الاشتراكي في السنوات القادمة، إذا ما شارك في حكومة ميرتس لكونها ستكون "حتما" مختلفة عن سابقاتها بقيادة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل والتي نعتت بالـ "الوسطية". ويذذر الوضع القائم حاليا أن المشاورات المنتظرة ستكون شاقة وغيرواضحة المعالم في ظل وجود خلافات جوهرية بين المحافظين والاشتراكيين حول موضوع الهجرة وميزانية الدولية ودعم الاقتصاد. "ليسنا لدينا وقت" فريدريش ميرتس من جهته، ومنذ صدور النتائج لم يكل في تصريحاته على ضرورة تشكيل الحكومة "عاجلا". وجميع المعطيات تؤكد طرحه. فأوروبا تنتظر حكومة ألمانية لمواجهة التقلّبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية نظرا للتقارب "المقلق" بين إدارة ترامب وروسيا، خشية من أن يضر بمصالح الأوروبيين والأوكرانيين على حدٍّ سواء. ثم التهديدات الأميركية بزيادة الرسوم الجمركية، فضلا عن الأزمة التي يواجهها النموذج الاقتصادي الألماني القائم على الصناعة من قبل المنافس الصيني. وأصيبت ألمانيا بشلل جراء انهيار ائتلاف شولتس مع حزب الخضر والليبراليين. ومن هذا المنطلق، أكد المستشار القادم أنّ "الخارج لا ينتظرنا... يتعيّن علينا أن نعود للعمل بسرعة على المستوى الداخلي، لنستعيد حضورنا على الساحة الأوروبية". وتابع ميرتس المؤيد بشدة للحلف الأطلسي، أنّ تعزيز الدفاع الأوروبي سيكون "الأولوية المطلقة" بالنسبة للحكومة الجديدة، حتى تتمكّن القارة من تحرير نفسها من الولايات المتحدة". مخاوف من حكومة غير مستقرة وعلى الرغم من نسبة المشاركة القياسية منذ إعادة توحيد البلاد (%83-84%)، إلا أنّ الناخبين لا يبدون تفاؤلا قويا، وفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "إنفراتست ديماب" (Infratest dimap)، وكان من نتائجه أن 68% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الساسة سيفشلون في تشكيل حكومة مستقرّة بعد الانتخابات، من جانبها، توقّعت زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" مصيرا مأساويا للائتلاف المستقبلي بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد الديموقراطي المسيحي، والذي لن يتمكّن، على حدّ تعبيرها، من الاتفاق على القضايا الخلافية. وقالت أليس فايدل التي تحظى بدعم إدارة ترامب، "ستجري انتخابات جديدة بسرعة كبيرة جدا". و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

فيديوهات قد تثير إهتمامك